صرح المهندس عادل الجندي المنسق العام لمشروع العائلة المقدسة ومدير العلاقات الدولية والتخطيط الاستراتيجي بهيئة التنمية السياحية التابعة لوزارة السياحة والأثار، بأنه في إطار التوصيات التي خرجت عن اجتماع مجموعة العمل الوطنية بتاريخ 19 / 5 / 2020 ، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، بأهمية دمج منتجات سياحية داعمة لمسار العائلة المقدسة وفي إطار قيام هيئة التنمية بإعداد مخطط استثماري للطرح على القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني، والذي يجب أن ينتهي قبل حلول أعياد الميلاد عام 2021 موعد إنتهاء الأعمال.
أضاف الجندي ان هذا المخطط الاستثماري الذي تعده الدولة لتشجيع التنمية في مختلف المحافظات على الخريطة المصرية، وفي إطار تنمية مشروع مسار العائلة المقدسة كان يجب أن يتم دمجه مع منتجات سياحية أخرى حتى ينضج ويكون له استقلاليته سياحياً، لذا تم دراسة دمج نقاط المسار مع السياحة النيلية.
أوضح عادل الجندي انه الان يتم دراسة حول جعل محافظة بني سويف كنقطة محورية على خط النيل، حيث أن ما يميزها أنها نقطة الربط ما بين نقاط مسار العائلة المقدسة الموجودة بالقاهرة (عند كنيسة العذراء بالمعادي) ونقاط المسار نفسه الموجودة بالمنيا (أولهم جبل الطير) لذلك قامت وزارة السياحة بزيارة محافظة بني سويف لتقييم الواقع هناك ودراسة إمكانية ضم بني سويف للسياحة النيلية ودمجها وسط مسار العائلة المقدسة كمنتج سياحي جاذب.
وأكد الجندي أن محافظة بني سويف بها مناطق متميزة تصلح للسياحة الداخلية ايضا بها أراضي شاسعة صالحة للاستثمار لكافة المنتجات السياحية حيث أن الطرق المؤدية لها – سواء طريق أسيوط الغربي أو طريق شرق الجيش والطريق الشرقي الرئيسي المؤدي للكريمات سهلة وحالتها جيدة، وهي تبعد حوالي ساعة ونصف عن القاهرة، غير أنها مطلة على النيل ويمكن الوصول إليها بالبواخر النيلية.
الجدير بالذكر أن محافظة بني سويف بها نقطة جذب سياحي روحاني، حيث يوجد بها أقدم دير في العالم وهو دير “الميمون”، الذي أقام فيه القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أبو الرهبان مدة 20 عاماً اعتباراً من عام 270م، فإذا كان مسار العائلة المقدسة بالأراضي المصرية يسجل تاريخ رحلة مباركة للسيد المسيح، فمحافظة بني سويف تحافظ على أول دير في العالم لأبو الرهبنة الأنبا أنطونيوس ويوجد بالمحافظة أيضا دير العذراء مريم وهو من الأديرة المطلة على النيل.
كما عُرفت مصر بتضافر حضاراتها المختلفة فلا تخلو أراض بني سويف من الحضارة الفرعونية والقبطية والإسلامية أيضا.. هذه هي مصر.. فتجد هرم ميدوم الذي بني في عهد الملك سنفرو من الأسرة الرابعة 2620 قبل الميلاد. ونجد أيضا منطقة “الحيبة” التي تضم جبانات أثرية للعديد من الأسر الفرعونية المتعاقبة. وكذلك مسجد السيدة حورية ومسجد الغمراوي والديري ومآذن دلاص من الحضارة الإسلامية. ولم تخلو محافظة بني سويف من السياحة الجيولوجية أيضا، فنجد محمية “كهف سنور” ذات التكوينات الطبيعية الخلابة.
وأكد الجندي أن بني سويف بها عوامل كثيرة تساعد على الاستثمار الجيد، سواء بعمل قرى سياحية للاستجمام بالمناظر الخلابة التي توجد بها، أو بزيارة المناطق التاريخية التي تعكس تعاقب الحضارات العظيمة التي توجد على هذه الأرض عبر ألاف السنين.
ووجه المهندس عادل الجندي كل الشكر لمحافظ بني سويف الدكتور محمد هاني غنيم، الذي طلب من وزارة السياحة بزيارة بني سويف وسلط الضوء على كل الإمكانيات التي يمكن استخدامها لجذب الاستثمارات ولوضع محافظة بني سويف ضمن الخطة التنموية للمحافظات ووضعها على الخريطة الاستراتيجية السياحية.
وبسؤال المهندس عادل عن طبيعة المجتمع في بني سويف، قال أن بني سويف محافظة اقتصادياً متوسطة الحال، لكن الشئ المميز فيها أن شكل العمران بها متميز و نادراً ما تجد هناك عشوائيات، ومعظم إرتفاعات المباني متساوية ولا يوجد مبان تخفي منظر النيل، وبفضل مجهودات محافظ بني سويف يوجد تنمية للكورنيش الشرقي والغربي على ضفاف النيل بما يؤهلها لتكون مدينة حضارية سياحية.
استراتيجية سياحية
في تصريح خاص ل”وطني” قال الدكتور محمد هاني غنيم محافظ بني سويف أنه تم اعداد استراتيجية سياحية لـ 5 سنوات قادمة، تهدف إلى الحصول على مكان مميز على الخريطة السياحية المصرية المحلية والدولية حيث أن هذه الاستراتيجية ترتكز على عدد من المحاور المهمة منها: الوصول إلى برنامج سياحي متكامل يضم كافة مقومات المحافظة السياحية المتنوعة، سواء الأثرية والتاريخية على مر العصور مثل “الفرعوني والروماني والقبطي والإسلامي” ، وكذلك المقومات الطبيعية، والتي نمتلك منها مجموعة مميزة.
وصرح محافظ بني سويف أنه جاري حالياً الإعداد لخطة ربط المحافظة بمسار العائلة المقدسة – التي طافت ربوع مصر كلها، وتحديد مجموعة من النقاط المهمة للزيارة منها: دير الميمون وهو أقدم دير في العالم، ودير العذراء مريم، وما يستجد من مواقع ممكنة آخرى، إلى جانب ذلك يتم إدراج طريق “درب الرهبنة” الذي يبدأ من ديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس ببني سويف ويمر بدير العذراء مريم ببياض العرب، ثم دير الميمون شرق النيل ببني سويف لينتهي بديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر، ومن هذا المنطلق تعد بني سويف المحافظة الوحيدة التي تجمع بين رحلة العائلة المقدسة ومسار الأنبا أنطونيوس الذي أنشأ الرهبنة في الديانة المسيحية.
وأوضح غنيم أنه إلى جانب ذلك، تهدف المحافظة إلى إنشاء مجموعة من المراسي النيلية متعددة الأغراض، وإيجاد المنتجعات الفندقية التي تطل على النيل بمختلف مستوياتها، بالإضافة إلى إنشاء طريق الكورنيش الشرقي لمسافة 6 كم، كورنيش بمستوى سياحي يخدم الجوانب السياحية والإقامة في المحافظة.
وأشار محافظ بني سويف إلى أن الحرص كان على الاهتمام بعنصر التنمية الاقتصادية ضمن الاستراتيجية السياحية للمحافظة، لتحسين مستوى معيشة المواطن السويفي ويجري حاليا تحقيق تنمية بالقرى المحيطة والمجاورة لمنطقة هرم ميدوم.
وبسؤال محافظ بني سويف عن مدى استعداد شعب بني سويف لتوافد سياحي عليهم، قال إنه جاري إعداد خطة لنشر الوعي السياحي والأثري بين جموع الشعب المتاخم للمناطق السياحية والأثرية لسهولة التعامل مع السائحين.
وفيما يتعلق بإسهام المستثمرين والمجتمع المدني في هذه الخطة التنموية، أعلن غنيم أن المحافظة لا تبخل بالمشورة الفنية أو الدعم اللوجيستي للمستثمرين والراغبين في الاستثمار السياحي بالمحافظة، ومن المؤكد أن وجود استراتيجية متكاملة للتنمية السياحية يمثل ذلك دعماً قوياً في هذا المجال، مؤكدا على أن المجتمع المدني شريك أساسي ومحوري في دعم خطة التنمية ببني سويف.
واستعرض محافظ بني سويف بعض المقومات السياحية التي تتمتع بها المحافظة وهي: المقومات الطبيعية منها كهف “سنور” وهو واحد من 3 كهوف الأكثر ندرة على مستوى العالم، وبه تكوينات جيولوجية رائعة وخلابة، بجانب أنه يوجد أقصى اتساع للسيل الفيضي على النيل ببني سويف، وأيضا توجد مجموعة كبيرة من الجزر النيلية التي تجري دراسة استغلالها في النواحي السياحية. وفيما يتعلق بالمقومات الأثرية هناك هرم وواحة “ميدوم “، حيث تسود المنطقة معالم الجمال وعبق التاريخ للهرم، الذي بٌني في الدولة القديمة في عهد الملك “سنفرو” من الأسرة الرابعة، ويظهر منه حاليا 3 مصاطب، وكان هو خامس أكبر أهرامات مصر عندما تم إنشاؤه، ويوجد أيضا مقابر “دشاشة” التي جاري الإعداد لفتحها، ومنطقة آثار “اهناسيا” التي أيضا جاري التنسيق والتأهيل لافتتاحها.
بينما تمتلك بني سويف كوكبة من الأثار القبطية مثل: ديرا العذراء والحمام ببوش – كأديرة سياحية، وديري الأنبا بولا والأنبا أنطونيوس.
أما عن المزارات الاسلامية فمنها: مسجد السيدة حورية ومسجد الغمراوي والديري ومآذن دلاص ، إلى جانب خروج إبريق مروان بن محمد شهاب الدين الأموي والمعروض بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة ، من قرية أبو صير الملق التابعة لمركز الواسطى.
دير الميمون.. الاقدم في العالم
من هنا توجهت وطني إلى القمص جرجس عدلي راعي دير الميمون ببني سويف لسؤاله عن رؤيته حول زيارة وزارة السياحة للمنطقة.. فقال إن الإرادة السياسية لإقامة مشروع العائلة المقدسة لاقت استجابة جيدة من كل مؤسسات الدولة وبزيارتهم لبني سويف الأسبوع الماضي وجدنا استعداد لديهم لضم بني سويف للرحلات السياحية النيلية التي تتوجه إلى باقي مسار العائلة المقدسة في صعيد مصر.
وتكلم القمص جرجس عن أهمية دير الميمون بالنسبة لرهبنة العالم كله، وعلامات مميزة في تاريخ الكنيسة، ونقطة سياحية هامة في تاريخ العالم.
وبسؤاله عن جاهزية المكان قال ان كل الاحتياجات سيتم تنسيقها مع وزارة السياحة والأثار.
وأكد على أن دراسة الأمور سينتج عنها بالتأكيد انشاء مراسي نيلية وكافيتريات ومباني سياحية أخرى لاستقبال وخدمة السياح.
وأكد القمص أنه إذا كانت بني سويف لديها المقومات للتنمية السياحية ويوجد بها أراضي يمكن للمستثمرين العمل عليها، لذا يجب أن تتكاتف وتساهم كل الجهات لإنجاح مشروعات السياحة المرتقبة.
وصرح القمص جرجس أنه يوجد تحت الدير أرض سعتها حوالي فدان تطل على النيل مباشرة ويمكن استغلالها كمرسى لاستقبال الوفود السياحية.
بسؤال راعي دير الميمون عن مدى قبول شعب المنطقة لفكرة السياحة، قال أن الشعب في هذه المنطقة من البسطاء مسلمين ومسيحيين وعلاقتهم طيبة ببعض، ومن مصلحتهم أن الدير يعمر ويمتلئ بالسياح لأن هذا سيعود عليهم بفرص عمل ورواج في رزقهم وسيستفيدوا من توافد السياحة عليهم. وأوضح أنه برغم أن النشاط السياحي للمنطقة بعيد عن فكرهم لكن إذا تم تجهيز المكان وإعداده سيرحبون به وسيحرك الشباب للتعاون مع المشروع والتفاعل لأجل إنجاحه، فلدينا الكثير من الشباب يعمل على الحرف التي يشتهر بها المكان وهي حرفة صناعة الخوص فيمكن التركيز على تلك الحرفة لعمل منتجات ابداعية من ضفر الخوص لانتاج السلال والقفف.
وشرح أبونا جرجس أن هذا الموضوع يتكون من سلسلة حلقات تنمية، أولها مرسى يوصل لنا السفن السياحية، ثم انشاء كافتريات ووسائل مريحة لاستقبال السياح، وبعدها رفع كفاءة المنطقة المحيطة وإعداد وتشجيع الشباب لتقديم منتجات لخدمة السائح. وبتحقيق كل ذلك يجد السائح في زيارته من أول وصوله من النيل ثم صعوده إلى الدير وجولته بداخله حتى يصل إلى حدود الدير، سيجد منتج مبهر سياحياً وترفيهياً وأثرياً وروحياً وكل ذلك سيشبع نفسه. هذا المكان له قيمة فريدة روحياً وأثرياً لكن يحتاج إلى تسليط الضوء عليه حتى يتوافد عليه السياح ويتباركوا منه ويشعرون بقدسية المكان.ا
يذكر ان اهم معالم الدير هي المغارة التي عاش فيها الأنبا أنطونيوس وهي كانت في الأصل مقبرة فرعونية، والجميزة التي استظل تحتها القديس العظيم وكذلك حوض ضفر الخوص وطاحونة الغلال.
ايضا تم ترميم كنيستين في الدير بإشراف وزارة الأثار عام 2010م وهو مازال بحالة جيدة، ووقتها حددنا الدير الأثري بسور جميل ومدخل خاص به، لكن مع الوقت بعض التلفيات البسيطة ترأت وهي تحتاج صيانة بسيطة لإظهار جمال المكان.
ولمعرفة المزيد عن دير الميمون يمكنك متابعة الرابط التالي: