الفراعنة فى البرازيل, زاهي حواس
سافرت إلى البرازيل من قبل مرتين، ولكن لم أر أى معالم ولم أقابل أى مواطن بل حضرت مؤتمرات دولية، الأول عن المتاحف والثانى عن التراث العالمى. ولكن هذه المرة سافرت لإلقاء محاضرات فى ثلاث مدن لذلك أصبحت المهمة ثقافية لكى أتحدث عن الفراعنة واكتشافاتى والسياحة، لكى أعلن أمام العالم كله أن مصر آمنة، وأدعوا العالم لزيارة مصر. لذلك كانت فرصة آن أعرف البرازيل على حقيقتها واكتشفت أنها بلد جميل.
وفى البداية دعونى أقدم لكم البرازيل كما شاهدتها.
وجدت أن أخلاق الشعب البرازيلى مثل أخلاق المصريين فى الثلاثينيات. البرازلى يعيش يومه ولا ينظر إلى الغد، بل يتمتع بكل لحظة فى حياته. الحكومة تعطى إعانة شهرية لكل من لا يعمل حتى، ولو دخل شخص السجن تذهب الإعانة إلى الأسرة. سعر العملة، الجو والبنزين يتغير حوالى 5 مرات يوميا. الغذاء شىء مهم جدا لكل الناس، فهى أهم وجبة فى اليوم. فى المطعم يأتى لك الجرسون ويطلب كم تود أن تدفع خدمة، وإذا لم تدفع سوف تجد نفس الترحيب عندما تدفع.
البيروقراطية موجودة وأخذوها من البرتغال. هناك خطورة فى الشارع البرازيلى، والأغنياء يقتنون لوحات غالية ولكن لا يتبرعون للثقافة أو الفن. الشعب يعشق الكرة، وهناك متحف خاص للكرة فى مدينة سان بولو، وهم يلعبون الكرة بأى شىء دائرى. الدورى فى البرازيل ضعيف جدا، لأن أى لاعب تظهر موهبته يباع على الفور للخارج.
أى أسرة فقيرة تشجع الأولاد على لعب الكرة لأنه مورد مالى كبير للأسرة. أسوأ يوم فى تاريخ البرازيل حدث عام 1958 عندما حضر حوالى 183 ألف مواطن بستاد ريو دى جانيرو لمشاهدة نهائى بطولة كأس العالم وخسرت البرازيل 2-1 أمام أورجواى.
الشعب البرازيلى شعب سعيد جدا وخاصة للجو لأن كل شخص يذهب إلى الشاطئ وهناك يتساوى الغنى مع الفقير.
هناك مشكلة فى الرئيس المنتخب الجديد والذى تم تنصيبه يوم 1 يناير، وهذا المقال كتب قبل الحفل، ويقولون عليه ترامب البرازيل، وذلك لأنه سوف ينقل سفارة البرازيل إلى القدس، ويغلق سفارة البرازيل بالقاهرة، وسوف يسحب اعتراف البرازيل بدولة فلسطين وقد دعا نتنياهو لقضاء خمسة أيام فى البرازيل. بل وأعلن أنه سوف يعطيه أعلى وسام. وهو ضد الحرية الجنسية وضد الهجرة. ولم يكن معروفا لدى الشعب حيث ظل 26 عاما عضوا فى البرلمان وعندما رشح نفسه حاول أحد المواطنين ضربه بسكين، لذلك تعاطفت معه الجماهير.
نستورد من البرازيل ما يوازى 2.8 مليار دولار وثمانية من عشرة وهى عبارة عن لحوم ودجاج وفول وسكر وقمح وكل هذه الواردات من القطاع الخاص بمصر. الشعب يعشق مصر وتعداد السكان وصل إلى أكثر من 200 مليون. قابلت السفير المصرى النشط علاء رشدى فى مدينة سان بولو، وذهبنا معا إلى زيارة متحف الكورة والاستعداد لعمل كرنفال فرعونى.
وفى يونيو القادم، سوف يسافر إلى مصر وفد من رجال الأعمال وأعضاء الغرفة التجارية، وذلك لفتح مجال التعاون التجارى الاقتصادى مع مصر، وسوف يقدمون مؤتمرا لمناقشة هذا الموضوع، وأملهم أن يقابلوا الرئيس عبدالفتاح السيسى.
إذا سألت عن أجمل بلد زرته حتى الآن سوف أقول البرازيل.
المصري اليوم